رأى العلامة السيد علي فضل الله أن المشكلة في لبنان لا تُحل من خلال تفويض من هنا وهناك بل بالجلسات الحوارية المباشرة والمصارحة التي تطرح فيها الهواجس بواقعية. وفي درس التفسير القرآني الأسبوع، اعتبر ان "الوضع في لبنان يزداد قتامة يوماً بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع، وأن تعويل الناس على أن تتبّدل عقلية المسؤولين، وأن يسارعوا إلى اجتراح الحلول الممكنة أو التخفيف من حدة الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية يسقط يوماً بعد يوم تحت تأثير الأداء السياسي الذي يختزن الكثير من الانفعال والأنانية التي تتحكم في النفوس".
ولفت إلى ان المشكلة تكمن في أننا نرى نماذج في الطبقة السياسية تتصرف وكأنها تخوض معركة وجود، ولكنها لا تسأل عن وجود الشعب واستمرارية وطن بكامله، أو أنها تنظر إلى كل ما هو أمامها من نافذة الانتخابات لا من بوابة الوطن الذي ينهار في كل قطاعاته المعيشية والصحية والاستشفائية، وحتى على مستوى التعليم الذي حذر البنك الدولي من أنه بات في مرحلة الخطر". وقال: "ونحن مع تقديرنا لكل سعاة الخير إلا أننا لا نرى أن المشكلة يمكن أن تُحلّ على أساس تفويض من هنا وتفويض من هناك، أو أن ترمى الكرة في ملعب هذا أو ذاك، فاللبنانيون على معرفة تامة بأن الحل يبدأ من خلال اللقاءات المباشرة التي لا بد أن تتم بين المسؤولين المعنيين بتشكيل الحكومة، ومن خلال المصارحة التي تُطرح فيها الهواجس بواقعية وموضوعية لا من خلال عقلية المناكفة أو السعي لإزاحة هذا وإقصاء ذاك لحسابات شخصية وذاتية أو تحت عناوين يتم من خلالها اختزال الطوائف وحقوقها من زاوية هذا الموقع أو ذاك".
وأشار إلى اننا "أصبحنا كشعب وكدولة إما محل شفقة من العالم، وكبلد لا يتكلم إلا بلغة الاستجداء وطلب المساعدة، أو يتم التعامل معنا على أساس أننا نحتاج للتأديب وربما الضغط أكثر وحتى الوصول إلى الانهيار الكبير والجماعي والجوع الذي يضرب معظم ساحات الشعب ومواقعه لعلنا نستفيق من هذه الكبوة ويكون لنا بصمة وموقف يمكن من خلالهما أن نثير شيئاً في وعي العالم الذي أخرج لبنان من حساباته أو نظر إليه في آخر سلم اهتماماته".